زيف المشاعر..
ابتسامات ولين وهمسات مزيفة
تشعل ظلام الليل ضياء تكسر به حواجز الصمت الدامس
تقتل الأنين المتراكم داخل الروح, تغتال الأوجاع ,
وتخطف الأنفاس السريعة لتزرع بذور الزهور البيضاء,
وتنير الشموع الحمراء في ممرات القلب الضيقة,
فيتسلل نور القناديل من نوافذ الحجرات المظلمة لتشعل به ليلها الهادئ
فتهيم بزيفها إلى السماء .
تلك الابتسامات تقود القلب إلى بر يشبه بر الأمان ,
ولاكن يصعب اجتيازه والتنقل بين جنباته ,
وحتى الخروج منه لأنه سرعان ما تعصف به عواصف صنعتها زيف المشاعر,
فتلك الابتسامات تستطيع التعايش مع الحدث بكل حالاته فتهيم بقلوب الأبرياء
إلى سماء ملبدة بالأوهام, تلك القلوب اعتادت أن لا ترى زيف المشاعر ,
فتنبع الفطرة من أعماقها ,
تلك القلوب اعتادت أن تجلس عند مرافئ الزوارق المهاجرة ,
تتأمل النوارس المحلقة في السماء حتى تغيب الشمس
فإذا غابت شمسها تسكن حركة تلك القلوب سكونا يشبه الظلام .
تلك القلوب لم تعرف الأحقاد والزيف والمخادعة
لم تعلم أن للزيف أرواح تجعل منه شيئا في مجتمعها البريء .
اعتاد الزيف أن يغتال فرحة القلوب,
فتراه بألوان عديدة يتغير بتغير المواقف والحالات ,
فترى الزيف يزف الزهور البيضاء ,
ولاكن برائحتها النتنه لمن لم يعرف زيف المشاعر ليقطفها ,
ولاكن سرعان ما تفوح رائحتها الكريهة ليعلم الناس بحقيقتها المره ,
ليرى ما تخفيه تحت صبغتها البيضاء
من ظلام دامس يحمل بين طياته الكثير من ألوان الزيف المريرة .
أيها الزيف المتلاعب بمشاعر وقلوب الأبرياء
الم يحن وقت رحيلك من ممرات الأرواح
الم يحن وقت الخروج من مسكنك الأمن
م / ن