يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 23-9-2007 بوضع حجر أساس مشروع "حدائق الملك عبدالله العالمية" بمدينة الرياض، وقدرت تكلفتها بـ600 مليون ريال سعودي (الدولار يعادل 3.75 ريال)، ويتواكب ذلك مع الاحتفال باليوم الوطني السابع والسبعين.
يغطي المشروع تاريخ الجزيرة العربية الطبيعي طوال 400 مليون عام مضت وحتى الآن، ويستطيع الزائرون السير عبر الزمن للإطلاع على تغييرات النشوء والتطور والعبور إلى مجموعة من العصور، وصولا إلى حديقة الخيارات التي يرى الزوار من خلالها نهاية كوكب الأرض، وهل تكون النهاية حريقاً أم برودة ورطوبة.
وقال مدير عام الحدائق وعمارة البيئة بأمانة منطقة الرياض د.إبراهيم بن مبارك الدجين لـ"العربيةنت" إن الأمانة وقعت عقد مشروع التصميمات مع دار للاستشارات الهندسية العالمية من المملكة المتحدة بـ 100 مليون ريال.
وتابع أن المشروع يحتوي على مجموعة حدائق تعليمية وترويحية، وحدائق معلقة وأخرى فيزيائية ومائية وحدائق للأطفال، وحدائق علمية وحديقة للصوت والضوء.
وأوضح الدجين أن الحدائق تعد من أكبر الحدائق في السعودية ، وتبلغ مساحتها 1.7 ملايين متر مربع، وتعد أيضا اكبر حديقة نباتية مغطاة ضمن الحدائق الثلاث في العالم.
وأضاف: تم تنفيذ المرحلة الأولى بتهيئة الموقع، بقيمة 30 مليون ريال، وإنشاء الحدائق الداخلية وقيمتها 70 مليون ريال، وتشمل بناء على شكل الهلال، وتحته الحدائق النباتية، وتكلفته نحو 230 مليون كمرحلة ثانية، ويتبقى مرحلة ثالثة مستقبلية.
واستطرد الدكتور الدجين: يرتفع إنشاء الحديقة عن مستوى الأرض بـ 40 مترا ، ويعد أضخم مشروع إنشائي من نوعه في العالم ويعتبر تنظيم درجات الحرارة والرطوبة داخله دقيقا جدا و ملائما لنمو النباتات، إذ يغطي المشروع تاريخ الجزيرة العربية الطبيعي لـ 400 مليون سنة ماضية وحتى الآن، بهدف تثقيف الزوار بالتغيرات النباتية التي حصلت منذ آلاف السنين في منطقة صحراوية مرت بتغيرات مناخية دراماتيكية على مر العصور.
وأفاد الدجين أن الموقع الذي قدمته أمانة الرياض يقع على طريق جدة السريع بمساحة مليوني متر مربع، ويشمل المشروع أنماطا للحدائق العالمية، العنصر الرئيس فيها الحديقة النباتية المقسمة إلى قسمين، احدهما مغطى و متحكم في بيئاته، ومكون من حديقتين عملاقتين مغلقتين على شكل هلال تفوق مساحتيهما 24 فدانا (أكثر من 100000 متر مربع) أي مايزيد عن خمسة أضعاف حجم مشروع قبة عدن الشهيرة في بريطانيا.
ولفت إلى أن المشروع يحظى باهتمام ومتابعة مستمرة من الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ومن أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن.
وقال : يميز المشروع انه يقوم على الطاقة المتجددة واستخدام أقل كميات ممكنة من المياه، ويتميز باحتوائه على أكبر مبنى مكون من "التيفلون" في العالم، بموارد الطاقة المتجددة، وبالذات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح ، بينما سوف يتم تخزين المياه في خزانات تحت الأرض.
وأضاف : سيكون بمقدور الزائرين السير عبر الزمن للإطلاع على تغييرات النشوء والتطور ويعبرون إلى العصر الكربوني، والمنتزه الجوراسي ، ليصلوا بعد ذلك إلى العصر الكريتاكوني ثم العصر الزنزوني، حيث ظهرت الأعشاب الأولى، ثم إلى العصر البليوسيني، وسيحتوي المشروع أيضا أجزاء أخرى ستخصص لإنشاء حدائق ذات بيئات مختلفة مماثلة لما هو في بيئات العالم.
واستطرد الدجين بأن القسم الأخير عبارة عن حديقة الخيارات التي سوف يرى الزوار كيف يمكن أن تكون نهاية كوكبنا بإذن الله، وهل سوف تكون النهاية حريقاً أم برودة ورطوبة ويعتمد ذلك على طريقة استجابتنا لتحدي التغير المناخي بعد إرادة الله".
وعن الجزء الثاني من الحديقة النباتية أفاد الدكتور الدجين بأنه سيكون مفتوحا و يضم ركن "الحديقة الدولية" الذي يحتوي مساحات مختلفة لإنشاء أنماط مختلفة من تصاميم الحدائق، تعكس كل و أحدة منها ثقافة و معالم مثل "الحديقة الأمريكية وحدائق أوروبية والحديقة الأسترالية و حدائق آسيوية، و أخرى افريقية. كما تضم "الحديقة النباتية" متحفا للنباتات وبنك البذور والحديقة الصخرية والحديقة الصحراوية.
ونوه الدجين إلى أن ركن "الحدائق المائية" يشتمل على حديقة الثلج وحديقة الماء وحديقة الأسماك وحديقة الشلالات، و"حدائق الطفل" المصنفة إلى حدائق الاكتشاف وحدائق الدهشة وملاعب أطفال.
وعن الحدائق العلمية يقول الدجين أنها "تحتوي حديقة الزهور والحديقة الفيزيائية والحديقة الجيولوجية وحديقة الطيور والفراشات وحديقة للزواحف، ويضم المشروع خدمات مركزية متكاملة منها سوق الهدايا ومسرح مكشوف ومطاعم ومقاهي وممرات للمشاة وساحة للعروض وجلسات ومناطق للتخييم ومناطق استراحة وخدمات متنوعة".
يذكر أن أمانة المدينة أعلنت عن استمرار فتح باب التبرعات للراغبين في دعم مشروع "حدائق الملك عبدالله العالمية" الذي يحقق رغبة رجال الأعمال والشركات في المساهمة في برنامج تخضير مدينة الرياض بإنشاء الحدائق، وتتيح أمانة المدينة الفرصة للجميع للتبرع بإنشاء حديقة أو أكثر وفقاً لرغبة المتبرع.
وكانت وثائق مشروع حدائق الملك عبدالله طرحت كمسابقة عالمية وتم تأهيل 12مكتباً استشارياً عالمياً من أمريكا وأوروبا وآسيا للتنافس عليها.